
- August 5, 2022
- 115657pwpadmin
- 0
في «سوق الله أكبر» كوستي: عبد العليم مخاوي منذ اندلاع حرب الكرامة في الخامس عشر من أبريل 2023 حدثت ربكة كبيرة في المجتمع السوداني بصورة عامة حيث تبدلت الأحوال وباتت قاسية إلى حد كبير، ليضطر الآلاف إلى تغيير مهنتهم الأساسية ليعملوا في مهن هامشية مختلفة من أجل كسب قوت يومهم، ولم يكن حال الصحافيين بأفضل من غيرهم بعد أن جابهوا مرارات النزوح والتشرد وفقدان الوظيفة ليتحولوا للعمل إلى مهن أخرى ليتمكنوا من كسب قوت يومهم.. «آكشن سبورت» رصدت بعض الزملاء والزميلات الصحافيين الذين اتجهوا للعمل في مهن بديلة فكانت افاداتهم عبر المساحة التالية. محمد غبوش: أقدمت على مهن هامشية بـ «رأس مرفوع» يقول الزميل الأستاذ محمد غبوش: بداية التحية لك أخي مخاوي والتحية لكل طاقم تحرير وإدارة الزميلة آكشن سبورت وتمنياتي الصادقة لكم بالتوفيق.. إندلاع الحرب الفجائي في سوداننا الحبيب لم يترك للجميع فرصة للتفكير في نوعية العمل الذي يمكن أن يوفرون من خلاله لقمة العيش لمن يعولوهم خاصة إذا كان من تعول بهم كبار في السن وأطفال صغار.. لذلك ومع توقف كل الأعمال مع بداية الحرب لم يكن أمامي غير (تحويل الرصيد) رغم عائده القليل.. وبعد النزوح لمدينة ودمدني كانت الفرصة اوسع قليلاً مقارنة بمنطقة شمبات التي كنت أقيم فيها.. بداية لا أنكر أنني تهيبت العمل في وظائف كنا نسميها هامشية مثل (بيع الفحم) و(العتالة) لكن في ظل الحوجة أقدمت عليها وبرأس مرفوع كما واصلت في (بيع الرصيد) في سوق مدني الكبير.. والحمد لله ربنا سهل لينا تلك الأعمال التي تتطلب مجهود كبير حيث كنت احمل ورقة معلقة على رقبتي مكتوب عليها تحويل رصيد وأكون متجول سيراً على الأقدام في السوق طول النهار.. بعدها واصلت النزوح نحو عطبرة ومن ثم قرى المناصير بالدامر (القرية4) وكان مصدر دخلي الوحيد تحويل الرصيد الذي أضفت اليه (تصميم بطاقات البنوك وكروت الأفراح والتهاني) وساعدني في ذلك معرفتي القليلة بالتصميم وقبل ذلك إيماني الكبير بأن الرزق من المولى عز وجل وهو العادل الذي لا ينسى أحد من عباده.. ونسأل الله ان يعيدنا لديارنا سالمين غانمين وينصر قواتنا المسلحة. نعمان غزالي: عملت «عتالي».. وافتقد شغف الجرايد يقول الزميل الأستاذ نعمان غزالي: مع بداية الحرب ونزوح المواطنين نحو الولايات الآمنة لم يكن العمل ضمن الأولويات بقدر البحث عن الأمان ومكان للسكن. وبعد أشهر قليلة بدأت الحاجة إلى العمل نسبة لنفاذ المدخرات فاتجه الجميع إلى الأسواق والزراعة وامتهن الكثيرين اعمالا لا تمثل تخصصاتهم ولا درجاتهم العلمية لسد الحوجة وتجنب سؤال الناس. وعن تجربتي الشخصية بدأت بالزراعة ثم عامل بالشحن والتفريغ (عتالي) واخيراً عامل بمصنع للمنتجات الغذائية، رغم افتقادي لمهنة المتاعب التي عملت بها ذهاء الخمسة عشر عاماً. أمين محمد: امتهنت بيع الاقاشي ومررت بظروف قاسية يقول الزميل الأستاذ أمين محمد الامين، الصحفي بعدد من الصحف الورقية والتي كان آخرها صحيفة «أخبار اليوم»: بعد الظروف التي مرت بنا من نزوح وتوقف الصحف الورقية، اتجهت إلى مهنة الاقاشي بعد تعلمتها، البداية كانت من مدينة تندلتي بولاية النيل الأبيض بنصف كيلو إلى أن أصبح ما بين 2 إلى 3 كيلوجرام، لكن الشغل تراجع بعض الشيء، واضطررت للرحيل إلى مدينة ربك حاضرة ولاية النيل الأبيض،وعن طريق صديق عزيز عرفني بصاحب مطعم في سوق ربك يدعى صالح.. صالح» ما قصر وفر لي كل متطلبات الاقاشي من سكاكين وسلوك وصحانة وطاولة وحافظة ماء وحتى رأس المال» وواصل: بدأت بثلاثة كيلو والحمدلله البيع والطلب كان يسير بصورة ممتازة إلى أن جاءت فكرة تغيير العملة من قبل الحكومة، حينها العمل تراجع قليلاً نسبة لصعوبة الكاش، الشغل أصبح ما بين 2 إلى 3 أو كيلو ونصف الكيلو وتابع: وبتحرير مدينة ود مدني حاضرة ولاية الجزيرة الشغل أيضاً تراجع بين ٢ كيلو إلى ١ واحد، ورغم أن صاحب المطعم وفر لي كل شئ حتى رأس المال، لكن كنا نقسم الربح بالنصف بعد فرز رأس المال، في اليوم دخلي الصافي بعد التقسيم يتراوح ما بين 15 ومرات 10 وأحياناً 8 و7 ألف جنيه ومرات اقل من ذلك، وفي رمضان صاحب المطعم توقف عن العمل، وكان شهر رمضان مر علي وانا عاطل وعلي ايجار منزل ..لكن الحمدلله «الأمور مشت ببركة الله» وحتى بعد عطلة عيد الفطر صاحب المطعم بدأ العمل لكنه لم يطلب مني المواصلة، ومرت علي ظروف صعبة جداً، وهو ما جعلني اترك النيل الابيض واعود إلى الخرطوم.. وحالياً موجود في الخرطوم وبلا عمل والحمد لله، لكني الآن احاول استئناف العمل من هنا.. وروى أمين بعض المواقف التي مرت به في مهنته الجديدة وقال: الغريب في الأمر في عسكري بجي طوالي يعمل لي حركات ..ويقول لي انت قريت وين ؟ ما بتعرف تحسب، المهم بعاملني بتعالي شديد..في مرة واحد من معارفي جاني المحل وكان بتونس مع العسكري ..فجأة قال للعسكري، عليك الله شوف الزول دا شغال اقاشي رغم انو صحفي اشتغل في عدد من الصحف السياسية. ومنذ ذلك اليوم العسكري أصبح يحترمني جداً ويناديني بالاستاذ وبقى يحنس ما اكتب عنو».. وواصل أمين حديثه وقال: انا طبعا تزوجت قريباً اول بنت لي ولدت قبل الحرب بأيام…و بعد نزحت إلى مدني كنت شغال في شركة ام تي ان في الكول سنتر ومقيم في دار إيواء الصحفيين في مدرسة العشير.. وعندما وصلت الحرب إلى مدني نزحت إلى مدينة ربك..واردف: «اقسم بالله مريت بظرف عجيب لدرجة الواحد يومين ممكن ما نأكل» .. «ياخي فتشت حتى شغل عتالة ما لقيت كلو واسطات وأهل» ..اخر ما فيها الحمدلله اتعلمت شغل الاقاشي واشتغلت وأنا راض تماماً عن هذا العمل. شيرين: عملت بمطعم..ونزحت إلى شندي بعد استهدافي تقول الزميلة الاستاذة شيرين أبو بكر: بعد الحرب تغيرت ملامح العاصمة الخرطوم من كل النواحي..فقدت عملي خلال الحرب حيث كنت اعمل رئيس قسم الجريمة بجريدة السوداني الدولية وكنت مرشحة لمنصب رئيس نقابة الصحفيين السودانيين مستقلة 2022.. خلال الحرب عملت اولا في بيع الفحم والبصل ..ومنها اتجهت لعمل السندوتشات ولكن العوائد كانت بسيطة مقارنة مع حجم المسؤولية ..ومنها أعمالنا شراكة في البداية مع زميلتي مهاد عبدالرحمن واختها وزوجة خالها وقمنا بفتح مطعم كنا بنعمل الفطور حتى الساعة واحدة ظهراً .. وخلال وقت قصير نسبة لظروف أسرية تركت مهاد واختها وزوجة خالها العمل.. ومنها بقيت اعمل لوحدي بالمطعم.. وتواصل الأستاذة شيرين: بعد أن انتشر خبر أني صحفية وأخوي في الجيش جاءت مجموعة مسلحة من عناصر الدعم السريع إلى البيت لكنهم دخلوا وسألوا وفتشوا بيت الجيران مفتكرين أنه بيتنا بس وقتها الجيران انكروا معرفتهم بنا ..وعناصر الدعم السريع قالوا ليهم لجيرانا بأن الصحفية شغالة استخبارات الجيش..ومنها نزحنا شندي أنا وأسرتي..وتابعت: أصبح العمل الصحفي بشكل عام بعد حرب 15 أبريل أما تكون صحفي تابع للجيش أو صحفي تابع لقوات الدعم السريع، واصبح العمل الصحفي المستقل بالسودان يشبه كذبة ابريل..واكدت شيرين سعيها لكتابة كل ما مرت به خلال فترة الحرب وقالت: « بس ما فضيت لسه مفكرة اعمل مذكرات أو يوميات دعامة بالخرطوم».