
- August 6, 2022
- 115657pwpadmin
- 0
آكشن سبورت تطير الى أسمرا وتحدث أكبر إختراق في تاريخ الصحافة السودانية
حقائق وتفاصيل عن أسطورة الهلال يوهانس ======= صدمة يوهانس احدثت مأساة في الأسرة.. ماتت الأم ولحق بها الأب وشقيقه يعيش العزلة لماذا ينظر أهل إريتريا ليوهانس بإعتباره ملهم وأسطورة؟ وما سبب العتاب على نادي الهلال ======= أسمرا – خالد أبو شيبة أول ما جال بخاطري وأنا أرتّب للسفر إلى أسمرا، كان وجه «يوهانس»، المحترف الذي ملأ الدنيا وشغل الناس، وتربع على قلوب الأهلة بسرعة لم يبلغها لاعب غيره. لكن القدر كان أسرع، فرحل اللاعب كخاطرٍ وهمي، بعد أن صال وجال في المستطيل الأخضر، يوزع السحر، ويهدي الجماهير الروائع. برحيله، رحل أيضًا حلم الوصول إلى الغايات الكبيرة، وأصبح أقرب إلى المستحيل. فما من لاعب راهن عليه أهل الهلال مثلما راهنوا على يوهانس، وهنا لا أبالغ، ولا أبحث عن تسويق لما سأقول، فشاهدي ودليلي هم أولئك الذين عاشوا فترة اللاعب القصيرة في الهلال، ورأوا كيف انتزع إعجاب الأهلة، وكيف تحوّل إلى ما يشبه الجنون الجميل في قلوبهم، من فرط التعلق والانبهار. كان تركيزي خلال هذه الرحلة على إحداث اختراق صحفي حقيقي، بالبحث عن سيرة وتفاصيل لاعب طواه النسيان، رغم أنه لا يزال حاضرًا بقوة في وجدان شعبه. ووجدتني أمام مشهد أكبر من مجرد حكاية رياضية، بل أمام أسطورة لا تزال تنبض بالحياة في ذاكرة وطن. حضرت إلى إريتريا، جارة البحر ومنارة الجنوب، الدولة التي فتحت لنا ذراعيها عندما ضاقت بنا السبل، واحتضنتنا كما لا يفعل القريب. هنا وجدت شعبًا نبيلاً، لا يزال يذكر، ويُقدّر، ويتألم، ويبكي رحيل «يوهانس»… كأنه رحل بالأمس. الأسطورة التي لا تُنسى في أسمرا الساحرة، المفعمة بالحياة، سألت عن يوهانس، وكنت أظن أن الإجابة ستكون صعبة، لكن المفاجأة كانت أن الجميع يعرفه، حتى من لم يروه قط. إحدى موظفات الفندق، في الثلاثين من عمرها، أجابت بثقة: «من لا يعرف يوهانس؟ لم تشهد إريتريا يومًا أكثر حزنًا من يوم رحيله». قالت إن والدها لا يزال يروي تفاصيل ذلك اليوم، حين وصل جثمانه من الخرطوم بطائرة خاصة، وخرجت الجموع إلى المطار لتوديع «الأسطورة». كان المشهد مهيبًا، والدموع لا تتوقف، كأن الأمة كلها فقدت أحد أبنائها الأبطال. صدمة الرحيل… ومأساة الأسرة تواصلت مع أحد أقربائه، يُدعى «أكليلو»، والتقيته في مقهى وسط أسمرا. قال لي بصوت يملؤه الحزن والفخر معًا: «كان حلم العائلة أن تنتقل إلى الخرطوم لتعيش بالقرب من يوهانس. كانت الحقائب جاهزة. ثم جاء الخبر الصاعق برحيله.» ويضيف: «ماتت والدته بعده بوقت قصير، ثم لحق بها والده. أما شقيقه الأكبر، الذي كان موهوبًا مثله في كرة القدم، فاعتزل اللعبة، ويعيش في عزلة مع شقيقته.» وعند سؤالي عن الحديث المتداول حول إصابة العائلة بمرض وراثي، نفى الأمر قائلًا: «هذه مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة. الأسرة كانت سليمة تمامًا. ما حدث كان صدمة مفاجئة لا نزال نعاني من آثارها حتى اليوم.» في نادي التحرير… الأسطورة باقية في زيارتي إلى نادي التحرير، حيث بدأ يوهانس رحلته، كانت صورته تتصدر قاعة النادي الرئيسية. استقبلني مدير النادي بترحاب، وقال: «يوهانس ليس مجرد لاعب مرّ من هنا، بل هو رمز خالد. كل شاب في أسمرا يحلم أن يكون مثله.» وتابع: «بسبب يوهانس، أصبح نادي الهلال السوداني محبوبًا لدى جماهيرنا. لكنه وبعد رحيله، انقطع التواصل بيننا وبين الهلال، وهو أمر نحزن له كثيرًا.» عتاب محبة للهلال عبّر الكثير من محبي يوهانس في أسمرا عن عتبهم الكبير على نادي الهلال، ليس في ما يخص رحيله، بل في تجاهل ذكراه لاحقًا. قال أحدهم: «كنا ننتظر أن يخلد الهلال ذكراه، كما يخلد كبار الأندية أساطيرها. يوهانس كان لاعبًا استثنائيًا، ويستحق أكثر من مجرد سطور منسية.» كلمة الختام رحلة «آكشن سبورت» إلى أسمرا لم تكن فقط بحثًا عن قصة لاعب، بل نبشًا في ذاكرة وطن، ووفاءً لرجلٍ أحببناه سريعًا، وفقدناه أسرع مما نتخيل. الأساطير لا تموت… ويوهانس، وإن غاب، سيبقى حاضرًا في قلوب الإريتريين، والأهلة، وكل من عرف يومًا ما معنى الشغف والوفاء. شرح الصور صورة التقطت للزميل خالد أبو شيبة مع أحد أقارب يوهانس أمام بوابة نادي التحرير في أسمرا ابن خالة يوهانس وأحد أقاربه