• August 16, 2022
  • 115657pwpadmin
  • 0

وجه رسالة للسودانيين.. القطري سيف الحجري، مستشار الشيخة موزة والخبير البيئي

 يتحدث من الدوحة لـ «آكشن سبورت» السودان في القلب.. والأمل دائمًا في العودة ====== الرياضة والبيئة.. تحالف من أجل مستقبل نظيف وآمن 17 عاما بلا بطاقات».. و16 بطولة مع السد القيم هي البطولة الأجمل.. حين تكون الرياضة مدرسة حياة ====== حوار: وفاء معروف «الرياضة عندي كانت نمط حياة، جمعت بين القيم والعلم والانضباط، ولم أحصل على بطاقة حمراء طوال 17 عامًا» بهذه الكلمات يلخص الدكتور سيف علي الحجري رحلته الحافلة التي امتدت من ملاعب الكرة إلى ساحات المسؤولية الاجتماعية والعمل البيئي. مستشار الشيخة موزة، وأحد مؤسسي مؤسسة قطر، ولاعب كرة القدم السابق، يحدثنا في هذا الحوار عن تجربته الطويلة في ممارسة الرياضة وحصوله على ارفع الدرجات العلمية، ومحبته للسودان، وإسهاماته في قطر، وربطه العميق بين الرياضة والبيئة، في حوار غني بالتجربة والإنسانية. علاقتك بالسودان واضحة من حديثك، حدثنا عن بدايتها؟ ـ حبي للسودان قديم، وبدأ من خلال كرة القدم. في الستينات والسبعينات، لعبت ورافقني عدد من اللاعبين السودانيين بحكم المهنة المشتركة، وكان لي اهتمام خاص بها منذ طفولتي مع والدي. عشت فترة في شرق أفريقيا، وكانت بالنسبة لي موطنًا ثانيًا. لفتني تميز الكفاءات السودانية، خاصة في مجالات متعددة مثل الرياضة، الثقافة، والفنون، وكان لي شرف استضافتهم في حلقات بمركز أصدقاء البيئة، لنعطيهم مساحة للتعبير عن ثقافتهم ومواهبهم، وهذا كان مدخلًا لتعزيز التعايش والتفاهم. حصلت على وسام الجمهورية من الرئيس عمر البشير، ماذا يمثل لك هذا التكريم؟ ـ كان تكريمًا كبيرًا لي، حصلت عليه كرائد في مجال المسؤولية الاجتماعية. زرت السودان بدعوة رسمية، وهناك تحقق حلمي بلقاء الرئيس البشير، وشعرت أنني نلت شرفًا عظيمًا. أنا بطبيعتي إنسان مجتمعي وأحب الناس بأي طريقة، والسودانيين أقرب لي من غيرهم. عنوان الكتاب «رحلة الخطير.. سيف الحجري والكرة» لفت الأنظار، كيف بدأت رحلتك الرياضية؟ ـ بدأت ممارسة كرة القدم منذ الطفولة، وكانت البداية موفقة. الرياضة عندي لم تكن مجرد لعب، بل جمعت بين القيم والعلم والمعرفة. لم أخرج من قائمة العشرة الأوائل، وطوال مسيرتي الرياضية، التي استمرت 17 سنة حقق العديد من الإنجازات، مع فريقي الوكرة والسد، ثم مع المنتخب القطري. لم أحصل على أي إنذار أو طرد طوال مشواري، لأنني مؤمن بأن الرياضة في الأصل قيم قبل أن تكون بطولات وميداليات. ما هي الخانة التي كنت تلعب فيها؟ وأبرز المباريات التي تتذكرها؟ ـ لعبت في مراحل متعددة؛ المدرسة، الجامعة، ثم المنتخب. تجربتي واسعة، وشاركت في أولى دورات الخليج وكأس آسيا في تايلاند خلال السبعينات. من المباريات التي أعتز بها كانت كأس الخليج الثالثة والرابعة، حيث حصلنا على البرونزية. مع نادي السد حققت 16 بطولة. وأنا فخور أنني كنت جزءًا من هذه الإنجازات، لأن الرياضة لعبة جماعية والنجاح يُنسب للجميع. بعد اعتزالك، هل ما زلت مرتبطًا بالرياضة؟ ـ بالطبع، لا زلت أتابع وأساند وأشجع النشء على احترام القوانين والأنظمة الرياضية. كما أنني محاضر في الجوانب القيمية للرياضة، وأسعى لتعزيزها دائمًا في المجتمع. ما هي خططك المستقبلية؟ ـ لدي برامج ذات صلة بالبيئة، أبرزها برنامج «الرياضة والبيئة»، وهو ربط بين قيم الرياضة وأهمية الحفاظ على البيئة. الرياضي لا يمكن أن يحقق إنجازاته إلا في بيئة نظيفة وآمنة. الرياضة يجب ألا تكون عبئًا على البيئة، بل شريكًا في الحفاظ عليها، كما حدث في قطر عند إنشاء الملاعب وفق معايير بيئية، واستخدام الطاقة والمياه بطريقة مستدامة. ما هي رسالتك إلى أهل السودان؟ ـ أشعر بالحزن لما يمر به السودان حاليًا. كنت دائمًا أراه وطنًا عظيمًا بتنوعه وموارده ومساحته، وأتمنى أن يعود كما كان. ندائي للسودانيين أن السودان أمانة في أعناقكم، ومستقبله أمانة لأبنائكم وأحفادكم. السودان قادر أن يكون رافدًا للأمن الغذائي للعالم العربي، بفضل موارده وكفاءاته. ما هي رسالتك للرياضيين السودانيين خاصة المتواجدين في قطر؟ ـ رسالتي لهم أن يواصلوا الالتزام بالقيم، وأن يكونوا قدوة في احترام الأنظمة. في قطر، لدينا مجموعة متميزة من الرياضيين السودانيين، منهم من أصبح جزءًا من منتخباتنا، وقدموا مساهمات كبيرة. السودان من أوائل الدول التي فازت بكأس أفريقيا، لكنه مر بظروف صعبة. نأمل أن تنتهي الحرب، ويعود السودان قويًا ومزدهرًا في كل المجالات، ومنها الرياضة.