
- August 4, 2022
- 115657pwpadmin
- 1
ذكريات الطفولة في السودان
ألعاب تقليدية تتوارى خلف شاشات العصر
شليل» تعزز مهارة الملاحظة
سكج مكج تدعم التوازن والتركيز
=====
الإسكندرية ـ عبدالمنعم هلال
في زمنٍ لم تكن فيه الشاشات الذكية قد غزت حياتنا، كانت شوارع السودان وأزقّته تضج بضحكات الأطفال، وهم يمارسون ألعابهم الشعبية البسيطة، لكنها غنية في معناها ومغزاها. لم تكن تلك الألعاب مجرد وسيلة للترفيه، بل كانت انعكاساً لهوية المجتمع، ومدرسة تنمّي مهارات الحياة، وتزرع في الأطفال قيم التعاون، التحدي، والإبداع.
ومع تسارع إيقاع الحياة الحديثة، وهيمنة التكنولوجيا، بدأت هذه الألعاب في الانحسار، لتترك فراغًا عاطفيًا وثقافيًا في ذاكرة أجيال متعاقبة. في هذا المقال، نعود إلى بعض من هذه الألعاب التي كانت تشكّل ملامح الطفولة السودانية.
شليل وينو؟
لعبة ليلية تُمارَس في ضوء القمر، حيث يدور أحد الأطفال حول دائرة من أقرانه ممسكًا بعظمة ويرددون سويًا:
“شليل وينو؟”
“أكلو الدودو”
“شليل وين راح؟”
“خطفو التمساح”
ثم يُلقى بالعظمة في الخفاء، ويبدأ الأطفال بالبحث عنها. تعزز هذه اللعبة مهارات الملاحظة والتعاون الجماعي.
تك تراك، الاستغماية، والحجلة
لعبة «سكج بكج» أو «تك تراك» تعتمد على المهارة والدقة في ضرب عود خشبي داخل دائرة، بينما تتطلب لعبة الاستغماية التخفي والبحث، حيث يغمض طفل عينيه بينما يختبئ الآخرون. أما الحجلة فهي لعبة فتيات بامتياز، تُلعب على مربعات مرسومة بالقفز على قدم واحدة، وتعلم التوازن والتركيز.
عروسة القماش وكورة الشراب
في عالم خالٍ من الدمى البلاستيكية، كانت الفتيات يصنعن عروسة القماش من بقايا الأقمشة والقطن، يُزيّنّها بألوانهن وخيالهن. أما الأولاد فكانت لهم كورة الشراب، كرة يدوية الصنع من القماش وأكياس البلاستيك، تُستخدم في مباريات كروية ملتهبة وسط الأحياء.
شدّت، كمبلت، وصفرجت
شدّت (أو حرينة) لعبة جماعية تعتمد على القوة والسرعة والإمساك بالأرجل، تنتهي بزفّ اللاعب المنتصر.
كمبلت لعبة تعتمد على إسقاط علب مرتبة بكرة من الجوارب، ويُمنح الفريق الخصم فرصة لإعادة ترتيبها وسط محاولات ضربهم بالكرة.
أما صفرجت، فهي لعبة ذهنية تُلعب بالحَصى أو «الكلاب»، وتُشبه لعبة XO في هدفها، حيث يسعى كل لاعب لترتيب ثلاث قطع في خط مستقيم داخل مربعات مرسومة.
نط الحبل، البلي، والدرداقي
نط الحبل لعبة فتيات، تتطلب مهارة ودقة في القفز أثناء دوران الحبل.
البلي تُستخدم فيها كرات زجاجية، وعلى اللاعب إصابة كرات الخصم بدقة.
أما الدرداقي، فهي لعبة سباق ودفع لإطار معدني باستخدام عصا، تتطلب تركيزًا وتحكمًا عاليًا.
الألعاب الشعبية تتراجع.. والتكنولوجيا تهيمن
مع انتشار الألعاب الإلكترونية مثل «ببجي» وغيرها، بدأت الألعاب الشعبية السودانية تتراجع بشكل ملحوظ. فبينما كانت تلك الألعاب تعزز التفاعل الاجتماعي، والعمل الجماعي، والمهارات البدنية، جاءت الألعاب الرقمية لتعزل الطفل خلف شاشة، وتضعف تواصله مع محيطه.
توازن مطلوب بين الحداثة والتراث
إن إعادة إحياء هذه الألعاب لا يهدف فقط إلى صون التراث، بل أيضاً إلى إعادة الروح للتفاعل الاجتماعي وتنمية القدرات الحركية والذهنية للأطفال. فالتوازن بين التكنولوجيا والهوية الثقافية يخلق بيئة صحية ومتوازنة تضمن تنشئة أطفال أكثر تواصلاً ووعياً بجذورهم.
Hi, this is a comment.
To get started with moderating, editing, and deleting comments, please visit the Comments screen in the dashboard.
Commenter avatars come from Gravatar.